الأربعاء، 23 مارس 2016

هل يؤدى الاكتئاب الي الادمان

"إدمان المخدرات كلفه حياته، بعد ما قال الخبراء ان شريك حياتي كان مجرد يعاني من الإكتئاب"
كل من في مجال علم النفس يعرفون انه من الشائع ان تكون مكتئب و مدمن مخدرات.و كان شريك حياتى ياخد مضدات الاكتئاب، و قد وثق فيه و في اخرون، و لم يساعده شيءً على الاطلاق. و لم يستطع معالجون الزواج ولا الطبيبين النفسيين الذي كان يزورهما ولا اصدقائنا ان يستطيع التعرف على سبب ادمانه على المخدرات و كان السبب الرئيسي هو الاكتئاب، حتى حين توفى في حفلة في سن ال55.

بالنسبة الي، كان موته بمثابة قصة لفشل العديد من الاطباء. ربما اكون انا البريئة و هنالك ظل للقصة لا اعرفه – المساعدة التي قدموها له و لكنه رفضها. و لكن من رأيي ان جميعهم كانوا يطوفوا حول مشكلته الاساسيه المخيفة.

عندما بدانا حياتنا كنا نعيش في منطقة سكنية هادئه و راقيه و لم نكن نحتاج الى القيادة. و انا لو اكن اعرف اي شاربي كحول. فقد كنت اترك كأسي الوحيد نصفه ممتلأ و كان مارك ينهي شربه لي. كنا نحب بعض كثيرا. كان اكثر رجل مُضحك قابلته في حياتي و كان اكثرهم لطفاً.و نعيش حياة جميلو و بعد ستة سنوات، كنا ما زلنا نقرأ الشعر و نتحدث لمدة ساعات في كل اجازة نهاية الاسبوع. و لكننا لم نحظى بالاطفال بعد. كنت اريده ان يكون اقوى و ان يقدر على التغلب على العديد من المشاكل. كثيرا ما كان قرر التوقف عن الادمان و لكن استمر و اصبحت تواجهنا مشكلة اخرى و هى ادمان الكحوليات ايضا. و بعدها يعود للشرب كثيرا، يخطئ في عمله و يظل في السرير نائماً حتى الظهيرة في صباح كل يوم احد. و كنت اسأله "هل تعاني من أثار تخلف الكحول ؟" و كان يقول لي "انا مكتأب بسبب العمل."

كنت قد بدأت في التفكير بالخلفة، كان عمري 36 – و لكنه لم يكن يريد. لذلك ذهبنا لمستشار زواج. و حين طرحت مشكلة الكحول و الادمان السابقة، قال المعالج انه كان مجرد يعاني من اكتئاب و ارسله لطبيب نفسي، الذي وافق على ذلك و كتب لزوجى دواء مضاد للاكتئاب

كنت قد قرأت انه لا يصح شرب الكجوليات و الخمر اثناء تناول الدوية المضادة للاكتئاب، و لكنه طمأنني ان ذلك لا ينطلق على النبيذ. و قال لي ايضاً انه بدأ يشعر بتحسن بعد المواظبة على الدواء.

مر وقت اكثر و بدأ يقترب عيد ميلادي الاربعون. كنت قد استسلمت لعدم الخلفة و توقفت عن سؤاله عن عمله. الان، اصبحت انا اتناول مضادات الاكتئاب.

في يوم من الايام حين كنت اعمل لوقت متأخر في المكتب، اتصلت بي صديقة كانت تعمل كمحامية لحل نزاعات الاسر. حكيت لها عن حبي لزوجى و حبه لي، و اننا كنا نتحدث طويلاً و نتشاجر و نتصالح بقوة، و لكن لسبب ما، تظل الاشياء صعبة المراس و فاقدة للامل. "لا استطيع الحصول على اي شئ.  ولكنى اشعر كأنه سيوافق على كل شئ في يوم ما، ثم نبدأ من جديد في اليوم الذي يليه. و كانني لست مرتبطة بشخص واحد، لا يوجد هدوء."

سألتني: هل يشرب الكحوليات كثيرا؟
حكيت لها التفاصيل.
قالت: تبدي لي كشخص مدمن كحول
قلت: مدمن كحول؟ هو فقط مكتأب.

شرحت لي ان مدمنين الكحول كثيرا ما يكونوا مكتأبين و ان يجب عليهم ايضا علاج ادمانهم للكحول. بعد فترة وجيزة، تلقيت مكالمة مثيرة للقلق من زوجى بعد حفلة بالمكتب الذي يعمل به. كلامه كان مشوه ليس له معنى. أعتقدت أنه مريض. لم أسمعه بهذا الشكل من قبل.
أتصلت بطبيبه النفسي. إعتقاداً أنه يعاني بعض تأثيرات المخدرات المعالجة لحالته. عندما شرحت حالته، قاطعني طبيبه قائلاً "أنه يشرب". سألته " هل تنصح بعالج لإدمان الكحول؟". قال الطبيب " من المفترض أن أتحدث اليه مباشرة و اعرف حالته. أنا لم اعد أعالجه من الإكتئاب".

الشيء الذي عرفته بعدها، ان زوجى قال لي أن طبيبه النفسي توقف عن علاجه كمريض.

أخترت له طبيبه الثاني كان هذا الطبيب قد عالج صديق لي من التعود على المسكنات و متخصص في أنواع الإدمان. وافق مارك و تلقى برنامج مختلف من مضادات الإكتئاب. و رتبت أيضاً جلسة لوحدي، بعد الإستئذان منه، و قلت للطبيب أن زوجى قد يخبي الكمية التي يشربها بالتحديد، و لم أعرف كم كان يشرب.  
وجدت خبير إدمان يمكن أن يتعامل معه  وقال لى أنه يشعر أنه أفضل.
الحدث التالي الذي أتذكره عندما كان في غاية السُكر في حفلة تقاعد أقامها زوجين كبارالسن كنت مقربة لهم. اصطدم يومها بالمرآة. الناس الآخرين كانوا مخمورين قليلاً، و أنا لم أكن كذلك إطلاقاً. قمت بجره للخارج و كنت أفكر في تركه بالشارع. بدلاً من ذلك، وضعته في تاكسي، و أعطيت المال للسائق و قلت له أن يوصلنا الى المنزل و انا لا اعلم ما على القيام به امام هذه الحالة  

في الصباح شرحت له ما حدث. قلت له " يجب أن تتوقف عن الشرب و ادمانك له" ضحك و قال " كانت حفلة، عزيزتي " قلت له "أنت مدمن" و أجاب " أنا مكتئب فقط".
نصحتنى صديقتى  قالت لي أني إذا تركته، قد يتحسن. قالت أيضاً أن مدمنين الكحول الذين يتعافوا يصبحوا " شخصيات جميلة ". أتذكر الحماس الذي كان في صوتها. لقد شرحت لي أن قهرالضعف يُعلم التعاطف. لقد أعطتني أمل. كنت أحتاج أن أؤمن أني كذلك سأكون أساعده.  

عندما تركته، أعترف بعد يومين، في الهاتف " أنا مدمن للكحول، قد يبدو ذلك غريب لكِ، و لكن لقد تم تدميري" أدركت أنه كان يعرف ذلك منذ فترة و أنه كان يكذب علي. 
قال لي أيضاً أن سيتوقف عن الشرب – و يصبح متزن، للأبد.

كان زوجى دائماً نحيل، يظهر عظمه بشكل رقيق ، و رشيق. في خلال الشهور التالية، كان يبدو ذو بنية قوية، و كأنه أصبح لديه عضلات. في ذاكرتي كانت مثل صورة في شاشة  تلفاز مشوشة أصبح لديها عزم و خرجت من الشاشة و أصبحت شخص. مجموعة من النقاط لم أراها متصلة.

قلت له أني أرغب أن أكون معه مجدداً- إذا لم يشرب لمدة عام من انفصالنا.و لكنه رفض عرضي. بعد ذلك قمت بلوم نفسي على هذا الكلام المطاط، أفكر إذا كنت وثقت به، كان سيعيش بعد ذلك بقليل، كلاً منا كان وحيداً، و لكنه ظهر مترنح. و بعد ذلك حصل على أجازة طبية من عمله.
ترك زوجى الشقه التى كان يسكن بها لمدة عام تقريباً، لم يتح لي فرصة لرؤيته. تحدثنا في الهاتف كل يوم.و كان مازال يقابل الطبيب ، الذي كنت أبلغه بتقاريري بشكل منتظم. لم يسألني إذا كان ما زال زوجى يشرب و لم أكن أعرف الرد.

كان فصل الربيع عندما شعرت بتغير، ظهر زوجى بشكل غير متحفز عندما نتكلم و يجعل المكالمات أقصر. في يوم لم يجب على الهاتف مطلقاً.

الطبيب و أنا أتفقنا أن يجب أن نذهب لنراه ، هذه الليلة أتصل و قال لي أنه كان نائم. قلت له " سوف تموت بالإستمرار في هذا الطريق". أجاب " أعرف". " مع السلامة" و أنهى المكالمة. أتصلت بالطبيب و تركت له رسالة صوتية، " أعتقد أنه قال لي مع السلامة. أنه يحتاج أن يكون بالمستشفى".
كان هذا يوم الأثنين. يوم الثلاثاء، أتصلت بالطبيب و لم يجب أحد. أتصلت مجدداً. فكرت أن زوجى يجب أن يكون بالمستشفى. أتصلت يوم الأربعاء.
يوم الجمعة، أتصل الطبيب ك ليقول لي أنه توفى. عندما سألته ماذا حدث من يوم الأثنين للجمعة، أجابني، " أعرف أنكِ تشعرين بالذنب كثيراً"
بعد ذلك، مازالت الناس لا تريد الحديث عن الكحول وادمان الكحول. السبب الرئيسي للوفاة كان تدمير الكبد. كانت أرضية شقته مغطاة بالإسهال. قرر والديه المذعورين و أخته و زوجته السابقة أن لا يكون هناك جنازة.

في نشرة المكتب، طُلب من المشيعين التبرع بالمال لأبحاث السرطان. قال الناس أنه شيء محزن جداً أنه كان مكتئب جداً.

كان من الممكن أن يكون الوضع مختلف. كان من الممكن أن يعالج أطباءه مشكلة الكحول، كان من الممكن أن ندرك إدمانه سنوات قبل ذلك. كان هناك صديق تحدث في جلسات علاج، كتب عن حياته و مشاعره، و الكثير- كل ذلك أثناء الإفراط في الشرب. "أعتقد تجاوز الإكتئاب يحتاج درجةمن الصفاء الذهني و النفسي التي ببساطة غير موجودة لمدمن كحول او مدمنين المخدرات على حد سواء- على الأقل هذه تجربتي" هكذا قال. أنضم جمعية مدمني الكحول المجهولين و الآن، بعد أكثر من عِقد من الرشد، أنه أسعد. و على قيد الحياة أيضاً. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق