الأربعاء، 23 مارس 2016

لماذا تقبل النساء على المخدرات

تاثير المخدرات على عقول السيدات!


يقول الباحثون أن السيدات اللاتى  تقوم بتعاطى المواد المخدرة  تواجه تغيرات خطيرة في حجم المخ بالاختلاف مع الرجال الذين يتعاطوا المخدرات  التى لا يظهر عليهم أي إختلافات في المخ.

فمن المعروف ان المخدرات بشكل عام تؤثر على تصرفات المدمنون و سلوكياتهم و يؤثر على المدى الطويل لما تحدثه المواد المخدرة من العديد من الخلل فى الانسجة وخلايا المخ وتزداد لديهم اصابات الجهاز العصبى و ايضا التهابات الميكيروبية و الطفيلية حيث ان معظم المواد المخدرة تعمل على تعطيل وصول الاكسجين و ذلك كع احداث الهلاوس و الانحطاطات السلوكية و الاخلاقية.

ولذلك راى الباحثون و المهتمون بتاثيرات و تغييرات المواد المخدرة على المدمنون انه يجب دراسة تاثير المخدرات بانواعها على الرجال و السيدات و من خلال تلك الدراسة وجدوا ان هناك تاثير ما لا ينطبق سوى على النساء فقط و هو تغيير حجم المخ لدى السيدات المدمنون للمخدرات دونا عن الرجالعقول السيداتأشار بحث جديد أن السيدات اللاتى تقوم بتتعاطى المخدرات تواجه نقص كبير وخطير و طويل المدى في حجم المخ بالإضافة إلى تغيرات تؤثر على القدرات الاساسية فى الشعور بالعاطفة وفى إتخاذ القرارات – حتى بعد فترات مطولة من الإمتناع عن التعاطي فلا تزال تلك التأثيرات تلازمهم لفترة كبيرة بعد فترة التعافى.

و من الناحية اخرى، فان الرجال الذين يقومون بتعاطى المواد المخدرات فانهم لا يواجهوا اي تغيرات واضحة في حجم المخ و هذه النتائج قد تم عرضها في دراسة جديدة أُصدرت إلكترونياً في صحيفة الطب الإشعاعي، وقد نُشرت بواسطة جمعية الطب الإشعاعي في أمريكا الشمالية.

و أوضحت هذه الدراسة أن حتى بعد أكثر من عام من الإمتناع عن تعاطي المواد المخدرة،فقد  كشف الرنين المغنطيسي أن المادة الرمادية الموجودة بالمخ عند السيدات قد تناقصت بشكل كبير و اظهرت الاشعاعات المختلفه تغيرات ضخمة في تركيبات المخ المتعلقة  بمراكز المكافأة، التعلم و التحكم في الوظائف السلوكية و التنظيمية لدى السيدات. 

" لقد وجدنا أن بعد متوسط 13.5 شهر من التوقف عن تعاطى المخدرات، ان السيدات الاتي كانت تعتمد على المواد المخدرة لديها نقص واضح في المادة الرمادية في مناطق كثيرة من المخ مقارنةً بالسيدات الاتي بصحة جيدة ولم يسبق لهم التعاطى من قبل"، قال ذلك كاتب الدراسة، د. جودي تانابي، أستاذ الطب الإشعاعي، نائب رئيس قسم البحث، و رئيس قسم التصوير الاشعاعي العصبي في جامعة كولورادو للطب. " هذه المناطق الرمادية في المخ هى المسئولة عن اتخاذ القرارات،  والتحكم بالعاطفة،و استيعاب  انواع المكافأت التى يحوز بها الانسا و تساعده على تحسين حالته المزاجية فهى بشكل او باخر تكون معطلة داخل تلك المناطق الرمادية، و تكوين العادات الجديدة او التخلص من اى عادة قديمة".

كيف تختلف العقول



تانابي و زملائها أرادوا ان يستكشفوا كيف  تعمل عقول الناس التي كانت معتمدة على تعاطى المواد المخدرة وكيف  تختلف عن عقول الاشخاص الاصحاء الذين لم يسبق لهم تجربة اى نوع من المواد المخدرة او تجربة التعاطى على الاطلاق

تقول د. تانابي  وتصرح ان دراستها كانت قائمة على ان تقوم بتحديد تأثيرات معينة و محددة التى تظهر على عقول الاشخاص المتعاطون للمخدرات و كيف تختلف تلك التأثيرات حسب اذا كان الشخص المتعاطى رجلا ام امراة. و تقول الدكتورة تانابى ان السيدات المدمنون على تعاطى المواد المخدرة تظهر عليهم تاثيرات و تغييرات بشكل واضح و تنتشر تاثيرها فى اماكن كثيرة داخل المخ مع قرينتها من نفس العمر الذين لم يسبق لهم اى تجربة من تجارب الادمان او مه ذويهم من الرجال الذين يمرون بنفس تجربة الادمان على المخدرات.

دراسة تعاطي المواد المخدرة وتأثيرها الملموس



ليتوصل فريق د.تانابى الى دراسة واضحه و معرفة مصدر تلك التاثيرات فقد قام فريق د. تانابي بعمل 127 رنين مغنطيسي لرجال و سيدات. منهم 59 (28 سيدات و 31 رجال) كانوا مدمنون من قبل على الكوكايين، الأمفيتامينات، و الميثامفيتامين لمتوسط عمر 15.7 سنة و أيضاً 68 غير مدمنين (28 سيدات و 40 رجال).

لم يعرف الباحثين لماذا يتغير حجم المخ؟



ويصرح زميل د. تانابي د. مايكل ريجنر، أستاذ الطب الإشعاعي بجامعة كولورادو دينفر للطب، و الحاصل على الدكتوراه، و هو احد اهم الباحثين بهذه الدراسة حيث قال " نحن لا نعلم إذا كان النقص في المادة الرمادية كان نتيجة للإعتماد على المواد المخدرة، أو اذا كانت قلة المادة الرمادية هي سبب مساهم وعامل مساعد على الإعتماد الكلى على المواد المخدرة. و يبرر وجهة نظره بانه يقول ان مخ الانسان به ملايين الخلايا و هما ما زالو طور دراسة ما اذا كانت المواد المخدرة قد قامت بتدمير تلك الخلايا نهائيا ام انها عملت فقط على تقليل حجم الخلايا الموجودة بداخل مخ السيدة التى تقوم بتعاطى المخدرات و لماذا تقوم بهذا التاثير على السيدات من دون الرجال الذين يمرون بنفس الحالة.

ما الذي يعنيه نقص المادة الرمادية داخل المخ؟



أراد الباحثون أيضاً أن يعرفوا كيف تؤثر السلوكيات على حجم المخ و اذا ما كان نقص المادة الرمادية تؤثر على السلوكيات.و لقد إكتشفوا أن النقص في حجم المادة الرمادية داخل المخ فهو مرتبط بالميول التابعة للخاضعين للدراسة لبحثهم المستمر عن المكافأة و التجديد. 

وقالت تانابي " نقص كميات المادة الرمادية عند السيدات اللاتى كانوا مدمنين على المخدرات فهو مرتبط بإندفاع أكثرعند اتخاذ القرارت، سلوك أقوى للسعي وراء المكافأة التى تعطى شعور بالاحساس عند الانسان، و أيضاً تعاطي أقوى للمخدرات. الرجال و السيدات الذين قمنا بدراستهم  ذو الصحة الجيدة لم يُظهروا مثل هذه الإرتباطات".  و أضافت ان النتائج يمكن أن تزودنا بدليل على العمليات البيولوجية التي تحدث بسبب تعاطي المواد المخدرة للرجال و السيدات و اما عن الأعمار التي يبدأ فيها الرجال و السيدات بتعاطي المخدرات يمكن أن تزودنا بدلائل للإختلافات بينهم في الدراسة.

قال ريجنر أن دراسات سابقة أوضحت ميل السيدات لتعاطي الكوكايين أو المواد المخدرة في سن أصغر.

و مع ذلك، فان فى هذه الدراسة، لم يكن هناك إختلافات واضحة في أعمار بدء التعاطي للرجال و السيدات حيث تبدأ السيدات التعاطي ما بين عمر 10 سنوات و 44 سنة. و متوسط بدء التعاطي للسيدات هو 18 سنة. الرجال تبدأ التعاطي ما بين 11 سنة و 24 سنة. و متوسط بدء التعاطي كان 16.6 سنة.

و قد وضع ريجنر إحتمال مُمكن لماذا لم يرى فريقه إختلاف في عمر بدء التعاطي. فالمشاركين في هذه الدراسة، كما قال، كان يتم علاجهم في برامج لمعالجة الإعتماد على المواد المخدرة، و الكثير منهم تم ترشيحهم للعلاج عن طريق المحكمة.

"ان الخاضعين للدراسة كان لديهم ادمان حاد على المواد المخدرة"  قال ريجنركلما كان بدء التعاطي في سن أصغر كلما كان من الأصعب أن تتوقفقال تانابي أن السيدات الاتي بدأت التعاطي في سن أصغر يظهر لديها تصعيدات مُتسارعة في تعاطي المخدرات و تظهر صعوبة أكبر للتوقف. عندما يطلبوا العلاج،  يظهر لديهم تعاطي كميات أكبر من هذه المخدرات. نأمل أن تؤدي نتائجنا إلي أبحاث إضافية في الإختلافات حسب نوع الجنس في الإعتماد على المواد المخدرة، و طرق علاجية أكثر فعالية". 

هل التغير في حجم المخ يكون دائم؟



قال رينجر " نحن لا نعلم إذا كانت هذه التغيرات في المخ تسبق بدء التعاطي، تتطور أثناء الإعتماد على المخدرات، أو نتيجة للتوقف". "تغيرات المخ التي لاحظناها على الأرجح تجمع كل هذه الإحتمالات".

قال رينجر أن بحث عن طريق علماء آخرين أظهر " أن هناك درجة من التعافي، و أن عقولنا بها فاعلية إلي حدً ما".

" و مع ذلك، هذا المجال لا يوجد فيه حتى الآن دراسات قوية مطولة توضح كيف يتغير المخ مع الوقت بدءاً من بداية التعاطي للإعتماد على المخدرات حتى التوقف لفترة طويلة". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق