"الميثادون
ليس حل سحري و لكنه ساعدني في حل مشاكل عاطفية كثيرة"
هكذا بدات احد المتعافيين عن المخدرات حكايتها عندما طلب
منها رض تجربتها فى التعافى من الادمان على المخدرات حيث بدات حكايتها كالتالى:
اني استخدمالميثادون منذ 10 سنوات – نعم لقد قرأت صحيحاً، 10 سنوات. و مع استعدادي لان اودع
هذا الجزء من حياتي، فيغمرني ايضاً الامتنان لكل ما قدمه لي. و لكن لكي يكن هذا هو
الوضع دائماً. ففي
السنوات التي بدأت باخذ الميثادون فيها، كثيرا ما فكرت ان كنت افعل الشيء الصحيح
اما لا. بعض الناس قالوا اني استخدمت الحل الاسهل, و احياناً كنت افضل ان كانوا
على حق.
في ذلك
الوقت، لم يكن حتى قرارً. ففي عقلي، لم يكن يوجد اختيار اخر. لقد حاولت التوقف عن
التعاطي مراراً و تكراراً. حاولت تقليل جرعاتي من تعاطي المسكنات و لكن دون جدوى.
و كأن كل شيء كان بدون امل.
كان
الميثادون بالنسبة لي كطوق نجاة حين كنت اغرق في بحر من الالم و البؤس. و بما اني
كنت في الم جسدي يومياُ من الانسحاب من الادمان على المخدرات، فحاولت التمسك بشكل
غريزي لانقذ نفسي من ما وقعت به فى حفرة الادمان. كان عقلي مغطى بغيامة الالم
لدرجة ان غريزة النجاة الشهيرة انفجرت.
بعد ما
تحملت الألم لفترة طويلة، لم يكن لدى القوة لإستكمال محاربته. لقد حصلت على فرصة
من التواجد بدون ألم و قبلت بها. بعض الناس قالوا أني ضعيفة بالهروب من الألم
الجسدي، و لكني رأيتها فرصة لتغيير حياتي. لم أكن على إستعداد أن أرفض أول بصيص من
الألم رأيته وسط الظلام الحالك الذي سيطر على حياتي.
هذا التوقف
المفاجئ للألم الجسدي أعطاني القدرة أخيراً على البدء في التعامل مع ألمي النفسي.
شيء لم أستطع فعله أثناء آلم العضلات، نوبات العرق و الإرتعاش التي كانت تحيط بي
في كل مكان، على أتم الإستعداد ان تدفن أي فكرة واضحة إذا لم أتعاطى المسكنات.
أعراض
الإنسحاب جعلت من المستحيل الشعور بأي شيء غير الألم الجسدي، و إذا تعاطيت
المسكنات لأتخلص من أعراض الإنسحاب، كنت أكون غير واعي للشعور بآلامي العاطفية. في
كلتا الحالتين، لم أكن أستطيع التقدم، أو التعامل مع آلامي العاطفية التي كانت سبب
إدماني.
ألمي
العاطفي كان بالسوء الكا
في بدون إضافة البؤس الذي سببه لي إدماني. كلما أفسدت حياتي بالأفعال الغبية لأرضي إدماني، كلما أردت أن أفسد نفسي لأنسى ما فعلت. لسنوات، تكونت حياتي من الدائرة الخبيثة المتكررة و اللامتناهية.
في بدون إضافة البؤس الذي سببه لي إدماني. كلما أفسدت حياتي بالأفعال الغبية لأرضي إدماني، كلما أردت أن أفسد نفسي لأنسى ما فعلت. لسنوات، تكونت حياتي من الدائرة الخبيثة المتكررة و اللامتناهية.
بدون
الميثادون و فرصة الشفاء من ألمي العاطفي، المستقبل الوحيد الذي كنت أراه لنفسي
كانت حياة بالكاد تستحق المعيشة. واحدة حيث تجبرني على جرح الناس الذين أحبهم و
حيث الموت نتيجة جرعة زائدة هو النتيجة. هكذا رأيت حياتي قبل أن أبدأ الميثادون.
الأفكار الإنتحارية لم تكن غريبة علي. لم يكن لدي أمل في أن تنتهي آلامي، و ثق في
حين أقول أن الحياة بدون أمل هي حياة بائسة.
لم يكن
الميثادون حل سحري إطلاقاً. لم يكن يتحكم جسدي بي، و لكن ظل عقلي يحتاج أن يُشفى.
المجهود المطلوب لعلاج مشاكلي العاطفية فاجئني. كان في مثل قوة الألم كالتعامل مع
الألم الجسدي، إن لم يكن أكثر.
لم يكن من
المفاجيء لي أني لم أكن أستطيع التغلب عليهم معاً. مع بدأ أعراض الإنسحاب دائماً
قبل الألم العاطفي، لم أكن أعي حجم الضرر الذي كنت أخبئه تحت هذا كم من المخدرات.
حين توقفت عن القلق الزائد على الحصول عن المواد الأفيونية لتقليل الأعراض الجسدية
للإنسحاب، بدأت تعاطي الكوكايين بكثرة للتقليل من معاناتي العاطفية.
لقد
أستغرقت أكثر من عام لأتعلم كيفية التعامل مع آلامي و الكف عن التعاطي. لقد عالج
الميثادون الجزء الجسدي من المشكلة فقط. لقد أضطررت أن أعالج الصدمة العاطفية و
إصلاح طريقة تفكيري بنفسي. ليس هناك كم من الأدوية يستطيع أن يفعل ذلك لي، و لكن
على الأقل أصبح لدي الفرصة لأتعامل مع كل مشاكلي النفسية دون أن تغمرني أعراضالإنسحاب من ادمان على المخدرات.
لقد عانيت
في علاجي لأني أشتقت لتشتيت الذي وفره لي إنشغالي بالتعاطي من التقلب الداخلي.
بالرغم من كون هذا أسلوب الحياة مجهد إلا أنه كان أيضاً ممتع. في عدة الأشهر
الأولى بعد أن توقفت عن تعاطي الكوكايين، واجهت صعوبة في إيجاد مشاغل مُسلية
لتساعدني على الحفاظ على التوازن بين الأشياء السلبية و الإيجابية.
كان مثل
التحول من مشاهدة الحياة بعدسة واضحة و مُفصلة إلي مشاهدتها من خلال شاشة تلفاز
أبيض و أسود ذو إرسال ضعيف. لم يبدو لي شيءً مُسلياً. مع الوقت زالت الغيامة
العقلية تدريجياً، و لكني كثيراً ما أشتقت للشعور بالإنتماء للمدمنين الآخرين على
هدفنا و معاناتنا المشتركة. أن يتم عزلي كانت معاناة كبيرة بالنسبة لي. الذكريات
المؤلمة كانت تعود بقوة كلما كان لدي وقت فراغ كثير.
هناك بعد
الأشياء التي يجب أن نتذكرها لكي نتعلم منها و ننضج، و لكن بعض الذكريات لا يكون
هدف سوى أن تشعرنا بالسوء حيال أنفسنا. هذه الذكريات السامة كان لديها عادة في
العودة إلي و أنا غير مدرك، و أكثر حين كنت أحاول النوم.
وقت هدوء
الليل هو حين يتاح للأفكار أن تغمرني. جعل عقلي الذهاب للنوم شيء لا يمكن تحامله،
مما كان بمثابة لعنة بما أن النوم كان مخرج آمن من العذاب الذي كنت أضع نفسي فيه.
حينها أبدأ
في التقلب، و أتذكر الأشياء المريعة التي فعلتها و التي تم فعلها بي. أعيد التفكير
فيها مراراً و تكراراً كالأسطوانة المشروخة. أتخيل كل سيناريو ممكن و ماذا يمكن
فعله بطريقة مختلفة. ال"ماذا لو " كانت تطارد غشية التأملات الليلية.
لقد ورطني
الألم العاطفي أكثر بكثير من أعراض الإنسحاب الجسدية. في تلك الحالة حتى لو إستطعت
السيطرة على أعراض الإنسحاب الجسدي بدون الميثادون، أشك أنني كنت سأتوقف عن
التعاطي. كانت سوف تؤدي بي الآلام العاطفية للمخدرات مجدداً و لم أستطع التخيل أن
أمُر بأعراض الإنسحاب الجسدية أكثر من مرة أثناء محاولة التعامل مع مشاكلي
العاطفية.
أعطاني
الميثادون الفرصة أن أقف مجدداً بعد الإنتكاس و محاولة التعامل مع ألمي العاطفي
دون القلق من أعراض الإنسحاب الجسدية كل مرة. لم أكن سأحاول عدة مرات كما فعلت إذا
كنت أعرف أنني سوف أضطر إلي تحمل الآلام الجسدية و العاطفية معاً في كل مرة. و لكن
مع الميثادون، لم أكف عن المحاولة في التحسن لأن التعامل مع الألم لم يبدو
مستحيلاً.
أتاح لي
الميثادون الفرصة للتعامل مع مشاكلي العاطفية الكبيرة التي إزدادات سوءً أثناء
إدماني. مشاعر التخلي، العنف، الوالدين المدمنين و الإضطرار لتحمل مسئولية كبيرة
في عمر صغير سببت الكثير من الدمار في حياتي.
مثل أحجار
الدومينو، أدى كل حدث مؤلم إلى آخر حتى أصبح أثر أحجار الدومينو المتراكمة في غاية
التعقيد، لم أكن أعرف كيف سأستطيع أن أكشفهم بدون الذهن الصافي الذي وفره لي
الميثادون.
كنت في
الحاجة إلى لشيء يخلصني من ألمي الجسدي لمدة كافية تسمح لي بالتعامل مع كل آلامي
العاطفية، و هذا ما فعله الميثادون لي. من الجدير بالذكر أنه أخذ وقت أكثر مما كنت
أتخيل – 10 سنوات تحديداً- و لكني تمكنت من الحصول على أكثر من مما كنت أحلم من
الحياة.
تجنب أعراض
الإنسحاب لم يجعلني أتعامل مع صدمتي العاطفية فقط، و لكنه أيضاً أعطاني الفرصة
لأبني حياة حفزتني أن أستمر في محارب كل المشاكل النفسية الداخلية القبيحة و أن
أعيش بدون مخدرات. تمكنت من إنهاء المرحلة الثانوية، التقديم على شهادة
البكالوريوس في علم النفس، و أن أجد شغفي للكتابة عن إدماني.
لم يكن
الشفاء نوعاً من المعجزة، و لكنه نجح لأني أستطعت أخيراً أن أركز على علاج نفسي و
تغيير حياتي. و الآن، بعد عقد من التقلبات السلبية و الإيجابية، أصبحت مستعد
للتعامل مع أعراض الإنسحاب الجسدي و التوقف عن الميثادون. مع وجود طبيب الميثادون
و التوقف المراقب البطئ ستكون هذه التجربة أقل ألماً بكثير من حين حاولت أن أفعل
ذلك بنفسي مع المسكنات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق